بيان الى الرأي العام
لطالما بذلت المرأة في اقليم شمال وشرق سوريا العديد من الجهود والمساعي الحثيثة التي توجتها بعد سنوات من نضالها في الوصول إلى العدالة الاجتماعية، والتحرر من جميع القيود التي فرضتها الانظمة السلطوية التي ارادت تأطير وقولبة المرأة لتكون دوماً عرضةً للانكار والتهميش والاستغلال، لكن انطلاقة ثورة ١٩ تموز وما رافقها من نضالات وتضحيات اعادت للمرأة هويتها الحقيقية، لتقدم عبر مسيرتها صوراً مميزة في التضحية والإيثار والابداع، وتترك بصمتها الواضحة تجاه الكثير من القضايا التي تتعلق بحقوق المرأة والمجتمع ، حيث استطاعت محاربة جميع محاولات قمعها من النظام الاستبدادي الى التنظيمات الارهابية والاحتلال بكافة اشكاله.
وتتويجاً لهذه النضالات والمساعي تم تأسيس تجمع نساء زنوبيا في الاول من حزيران في عام ٢٠٢١ لتتوحد راية المرأة ضمن هذا التنظيم وتجمع جهود النساء وتطلعاتهن بالحرية والعدالة والمساواة.
ورغم جميع الظروف والتحديات التي رافقت نشاط التنظيم باعتبار ان المنطقة لا تزال تقف على اعتاب ازمة سياسية واقتصادية وعسكرية لم تنتهي بعد، والتهديدات المستمرة لمشروعنا الديمقراطي خاصة من قبل دولة الاجرام التركي التي لم توقف هجماتها واستهدافها للمرأة ولمناطقنا حتى هذه اللحظة والتي كان آخرها قصف مدينتي قامشلو وعامودا في مقاطعة الجزيرة عبر الطائرات المسيرة، فهذه الهجمات تأتي في محاولة يائسة لكسر نجاحنا الذي وصل لأعلى مراحله بعد تطبيق العقد الاجتماعي وانطلاق انتخابات البلدية التي شاركت بها المرأة بشكل واسع ضمن راية التجمع كمرشحة وناخبة في خطوة تاريخية لم تشهدها المنطقة منذ عقود. فلم تتوقف مسيرة تجمع نساء زنوبيا في دعم المرأة اجتماعياً، سياسياً، اقتصادياً وثقافياً وفكرياً حيث اخذ نشاطنا يتصاعد عاماً بعد آخر لضمان وصولنا الى كافة النساء وتذليل الصعوبات والتحديات امامهن لكسر جميع الحواجز وتحريرهن.
باسم مجلس تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة الطبقة نستذكر في هذه المناسبة الجهود الكبيرة التي بذلتها المرأة بهذا المنجز الريادي في سبيل دعم وتعزيز مشاركتها الديمقراطية فهي من تحمل على عاتقها رسالة وطنية تجاه نفسها وتجاه الأجيال القادمة في بناء مجتمع ديمقراطي ايكولوجي حر وفق اسس ومبادئ مشروعنا الديمقراطي.
كما نندد ونستنكر بشدة الهجمات الوحشية التي يقوم بها الاحتلال التركي في محاولة واضحة لضرب مشروعنا الديمقراطي وزعزعة امن وسلام مناطقنا ونطالب المجتمع الدولي للتحرك الجاد والقيام بواجبه الانساني بايقاف هذا الاحتلال عند حده ومحاسبته على جميع الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها بحق شعوب ومكونات المنطقة ونجدد عهدنا لشهداء وشهيدات الحرية بأننا لن نحيد عن اهدافنا في حماية المكتسبات والانجازات التي تحققت بدمائهم الطاهرة وتطبيق مشروعنا الديمقراطي على كامل الجغرافية السورية.
عزاؤنا الحار للشهداء، الشفاء للجرحى.
الخزي والعار لتركيا وأدواتها الرخيصة.