أكّد الأستاذ عبد حامد المهباش، رئيس حزب سوريا المستقبل والرئيس المشترك للجنة التفاوض مع دمشق، خلال الاجتماع الجماهيري الذي عُقد في مدينة الطبقة، أن المرحلة السياسية الراهنة في سوريا بعد سقوط النظام البائد تفرض على جميع القوى الوطنية العمل بروح المسؤولية التاريخية لتوحيد المواقف وتكريس الحوار الوطني البنّاء، باعتباره الطريق الأمثل لبناء سوريا الجديدة.
وخلال كلمته أمام حشدٍ واسع من أبناء مدينة الطبقة، ضمّ شخصيات عشائرية وسياسية وحزبية، إلى جانب ممثلين عن المؤسسات المدنية والمثقفين وفعاليات المجتمع المدني، استعرض المهباش آخر المستجدات السياسية على الساحة السورية، والتطورات المتعلقة بملف الحوار والتفاوض مع دمشق.
وأشار المهباش إلى أن اللجنة التفاوضية المشتركة تواصل عملها بروح وطنية عالية، بهدف الوصول إلى تفاهمات وطنية تضمن حقوق جميع السوريين، وترسّخ مبدأ المشاركة الفاعلة في صياغة مستقبل سوريا الجديدة على أسس ديمقراطية وعادلة، مؤكداً أن أي حلّ سياسي لا يستند إلى إرادة الشعب السوري بكل مكوناته لن يكون مستداماً.
وفي السياق ذاته، أكد المهباش أن عملية التفاوض بين وفد شمال وشرق سوريا ووفد حكومة دمشق تسير في الاتجاه الصحيح، مشيراً إلى أن روح الجدية والمسؤولية الوطنية التي تسود اللقاءات تشكل أرضية إيجابية للوصول إلى حلول عملية تضمن وحدة البلاد وحقوق جميع مكوناتها.
كما شدّد المهباش على أن وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم تمثلان ثوابت وطنية لا يمكن التنازل عنها، وأن النظام اللامركزي الديمقراطي هو الخيار الوطني الأمثل لضمان التمثيل العادل لجميع المناطق والمكونات وتحقيق التوازن بين المركز والمحافظات.
ودعا المهباش في كلمته جميع السوريين بمختلف مكوناتهم وقومياتهم وأطيافهم إلى الحفاظ على السلم الأهلي والابتعاد عن لغة وخطاب الكراهية، مشدداً على ضرورة تعزيز الأخوّة والتعاون والتعاضد والتلاحم بين أبناء الوطن من أجل وحدة البلاد واستقرارها، وتفويت الفرصة على كل من يسعى لزعزعة أمن سوريا واستقرارها.
كما دعا المهباش شيوخ ورموز القبائل والعشائر السورية الأصيلة إلى لعب دورهم الإيجابي والمسؤول في الحفاظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها، ومنع أي شكل من أشكال الاقتتال السوري–السوري، مؤكداً أن العشائر السورية كانت وما زالت ركيزةً وطنية أساسية في الدفاع عن وحدة البلاد ونسيجها الاجتماعي.
واختُتم الاجتماع بتأكيد الحضور على دعمهم الكامل لجهود حزب سوريا المستقبل ولجنة التفاوض، ومساندتهم لكل المبادرات الوطنية الهادفة إلى ترسيخ السلم الأهلي، وبناء سوريا موحدة ديمقراطية تعددية لا مركزية تسودها العدالة والمواطنة والمساواة.



