مكتب حماية الطفل “استهداف الدولة التركية للأطفال حقد بوجه إرادة الشعوب الحرة”

بيان للرأي العام

بعد فشلها الذريع في كسر إرادة الشعوب المقاومة في شمال وشرق سوريا وفي سد تشرين الذي كسر مخططات الاحتلال التركي وبات كابوساً أمام أحلام المرتزقة، ونتيجة لضعفها وكسر هيمنتها ارتكبت دولة الاحتلال التركي يوم أمس الى مجزرة مدينة كوباني راح ضحيتها تسعة شهداء مدنيين من عائلة واحدة بينهم 7 أطفال، في قصف جوي للمنطقة الواقعة بين قريتي “قومجي” و”برخ بوتان” جنوبي مدينة كوباني.

إن استهداف الأطفال في النزاعات المسلحة هو عمل وحشي يتنافى مع أبسط مبادئ الإنسانية. وفقًا للمادة 6 من بروتوكول اختيارية اتفاقية حقوق الطفل، فإن الدول ملزمة بحماية الأطفال من جميع أشكال العنف أثناء النزاعات المسلحة. كما تنص المادة 38 من اتفاقية حقوق الطفل على أن للأطفال الحق في الحماية الخاصة في أوقات الحرب، وأنه لا يجوز تجنيدهم أو استخدامهم في الأعمال العدائية. ومع ذلك، فإن ما حدث في مدينة كوباني هو انتهاك صارخ لهذه المبادئ، حيث تم تدمير منازل آمنة وتحويلها إلى ركام، وفقد أطفال أبرياء لحياتهم.
إننا في مكتب حماية الطفل في مقاطعة الطبقة ندين بأقسى العبارات الهجوم العسكري الوحشي الذي نفذته القوات التركية على مدينة كوباني، والذي أسفر عن استشهاد تسعة مدنيين وجريحين اثنين غالبيتهم من الأطفال. هذا الهجوم ليس مجرد انتهاك للقانون الدولي، بل هو جريمة مروعة تظهر الوجه الفاشي للهجمات التي تستهدف الابرياء، خاصة الأطفال الذين يُفترض أن يكونوا تحت حماية المجتمع الدولي.

علاوة على ذلك، فإن القانون الدولي الإنساني، وخاصة اتفاقيات جنيف الرابعة، تحظر بشكل قاطع استهداف المدنيين أو إلحاق الأذى بهم أثناء النزاعات المسلحة. المادة 3 المشتركة بين اتفاقيات جنيف تؤكد على ضرورة معاملة المدنيين معاملة إنسانية في جميع الأوقات، دون أي تمييز. ومع ذلك، فإن الهجوم التركي على سوريا يظهر تجاهلًا تامًا لهذه القواعد، حيث تم تدمير حياة عائلات بأكملها، وفقد الأطفال الذين كانوا يلعبون في شوارعهم أو يدرسون في مدارسهم حياتهم بشكل مأساوي.

إننا نذكر المجتمع الدولي بأن استهداف الأطفال ليس فقط انتهاكًا للقانون، بل هو جريمة ضد الإنسانية. وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، فإن الهجمات المتعمدة ضد المدنيين، بما في ذلك الأطفال، يمكن أن تُعتبر جرائم حرب. ندعو إلى فتح تحقيق دولي مستقل في هذه الحادثة المروعة، ومحاسبة جميع المسؤولين عن هذه الجريمة البشعة.

نعبر عن حزننا العميق لفقدان الأرواح البريئة، ونناشد الضمير العالمي للوقوف ضد هذه الأعمال الوحشية. يجب أن تكون حماية الأطفال أولوية قصوى، وأن يتم اتخاذ إجراءات فورية لوقف هذه الانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان.